للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قول الرجل بحق فلان وحق أنبيائك ورسلك … إلخ، فقد اتفق (١) جميع أصحاب أبي حنيفة أبو يوسف وغيره على عدم جوازه، فلم يختلفوا في هذه المسألة وإنما خلاف أبي يوسف خاص بمسألة "معاقد العز من عرشك" وذلك لأن أبا يوسف إنما أجازه احتجاجًا بما ورد من الأثر إلا أن الأثر الذي احتج به ضعيف جدًا بل هو موضوع، وهو ما روي من طريق عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج، عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود عن النبي قال:

"اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار، وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فائن على الله ﷿ وصل على النبي واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات وقل: لا إلا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، ثم قال: "اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينًا وشمالًا، ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجاب" (٢).

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك، وإسناده [مخبط] كما ترى، وفي إسناده عمر بن هارون قال ابن معين فيه كذاب، وقال ابن حبان يروى عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخًا لم يرهم (٣).

وقد قال فيه ابن مهدي وأحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو داود: غير ثقة، وقال علي بن المديني والدارقطني: ضعيف جدًا (٤).


(١) حاشية ابن عابدين على رد المحتار: ٥/ ٣٩٧.
(٢) أخرجه البيهقي في الدعوات: ل ٣٦/ أ، وابن الجوزي في الموضوعات: ٢/ ١٤٢، والواحدي في كتاب الدعاء كما في عدة الحصن مع التحفة ص: ١٧٧.
(٣) الموضوعات: ٢/ ١٤٢ - ١٤٣، ونصب الراية: ٤/ ٢٧٣، وزيادة كلمة مخبط منه.
(٤) الكامل لابن عدي: ٥/ ١٦٨٨، المجروحين: ٢/ ٩٠ - ٩١، والميزان: ٣/ ٢٢٨، والتهذيب: ٧/ ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>