للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حريص على فقههم، ويرى أن له ميزات على غيره من المذاهب (١).

فكيف يمكن عدم اطلاعه على تلك النصوص في تلك الكتب؟

والظاهر أن الهوى وبغضه لشيخ الإسلام ابن تيمية هو الذي حمله على ما قال، وأعماه عن تقليد إمامه في هذه المسألة وغيرها من مسائل أصول العقيدة والله أعلم.

ومثل الكوثري البوطي فإنه قال: "وأما ما يتعلق بالتوسل بجاه رسول الله أو غيره من الصالحين والمقربين، فلا نعلم أي نقاش أو بحث دار حول ذلك في عصر السلف بقرونه الثلاثة المشهود لها بالفضل"، ثم ذكر بعض الأحاديث التي يتعلق بها من يجيز التوسل البدعي ثم قال: "والمهم أن هذا هو كل ما وصلنا عن رسول الله وأصحابه وبقية السلف في شأن التوسل، وظل الأمر على ذلك حتى جاء الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى ففرق بين التوسل بالأنبياء والصالحين في حال حياتهم والتوسل بهم بعد موتهم فأجاز ذلك بهم في الحالة الأولى وحرمه في الحالة الثانية، ولا ندري لهذا التفريق أي مستند يرجع إلى عصر السلف" (٢).

ثم زعم أن أدلة التوسل في حال الحياة مطلقة تجري على إطلاقها (٣).

وفي هذا الكلام الذي ذكره البوطي عدة دعاوي:

١ - إن السلف لم يتكلموا في هذا الموضوع.

٢ - إن ابن تيمية هو المبتدع لهذا الكلام.

٣ - إنه فرق بين الحالتين الحياة والموت.


(١) انظر ما كتبه في ذلك في تقدمته لنصب الراية للزيلعي من ص: ١٧ - ٦٠ وهي المطبوعة مفردة بتحقيق أبو غدة بعنوان فقه أهل العراق وحديثهم.
(٢) السلفية مرحلة مباركة: ١٥٤ - ١٥٥.
(٣) المصدر نفسه: ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>