للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيئات كالذين آمنوا وعملوا الصالحات بل أفضل منهم، ويدعون بأدعية فيها اعتداء كما يوجد في حزب الشاذلي" (١).

ولا يقولن قائل: إن تلك الأحزاب هي أذكار وتسابيح وتحاميد وليست من الدعاء الذي نحن نبحث فيه، وذلك لعدة أمور منها ما تقدم في تعريف الدعاء من ترادفهما أو تلازمهما، ومنها أن تلك الأحزاب الشاذلية بالخصوص وغيرها بالعموم ممزوجة بالدعاء.

يقول الدكتور عبد الحليم محمود في ثنائه على طريقة الشاذلي في الذكر: "وكانت طريقته في أكثر الأحيان أن يمزج الذكر بالدعاء … " (٢).

ومع هذا الاعتداء السافر الذي هو منهي عنه في الدعاء، فالصوفية يفضلون أحزابهم وأورادهم على الأدعية المأثورة كما يفضل كل شيخ حزبه ويذكر له خصوصية، فمن ذلك أن الشاذلي كان يحبذ قراءة أحزابه فمما قال في حزبه الكبير: "من قرأه كان له ما لنا وعليه ما علينا" (٣) ويقول في حزب البحر: "حفظوه لأولادكم فإن فيه اسم الله الأعظم" (٤) مع أن حزب البحر تراكيبه العربية غير مستقيمة في بعض المواضع من ناحية المعنى ولا ترابط بينها.

وهناك أوائل السور المبدوءة بالحروف المقطعة (٥)، مع أن مثل هذه الحروف المقطعة لم ترد في الأدعية المأثورة.

ومثل الشاذلي التجاني، فقد ادعى لصلاة الفاتح إتيان الملك بها ومعادلتها للقرآن مرات، كما ادعى لجوهرة الكمال أفضليتها على جميع


(١) الفتاوى: ١٤/ ٣٥٨ - ٣٥٩ و ٨/ ٢٣٢، وملحق المصنفات: ٣٨.
(٢) أبو الحسن الشاذلي: ١٥٢.
(٣) أبو الحسن الشاذلي: ١٥٣ و ١٧٦.
(٤) المرجع نفسه ص: ٤٣.
(٥) انظر تلك التراكيب وأوائل السور في المرجع نفسه: ١٦٨ - ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>