للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعو واحد منهم ويُؤمِّن الآخرون على دعائه، وهي أدعية كثيرة نذكر بعضها على سبيل الإيجاز.

١ - الأدعية الجَمَاعية بعد الصلوات:

فالدعاء في أثناء الصلاة لا سيما في السجود، وفي التشهد الأخير، مشروع ومتفق عليه، فهو أولى بدون شك.

وأما الدعاء بعد الفراغ من الصلاة فقد اختلف فيه، فمن قائل باستحبابه ومن قائل بعدم ذلك (١).

والذي تدل عليه أحاديث صفة النبي وأنَّه لم يكن يداوم على ذلك لأنَّه لو كان يداوم عليه لنقله من نقل صفة صلاته ، ويدل على أصل مشروعيته أدلة أخرى مثل قوله لمعاذ: أوصيك يا معاذ لا تدعن في


(١) قد بوب البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات بابين بعنوانين: أحدهما: باب الدعاء في الصلاة، وثانيهما: باب الدعاء بعد الصلاة. انظر البخاري مع الفتح: ١١/ ١٣١، ١٣٢، وكذلك فعل ابن خزيمة أيضاً في صحيحه فقد عقد باباً بعنوان باب جامع الدعاء بعد السلام، وأورد ثلاثة أحاديث ثم بوب بعنوان باب التعوذ بعد السلام، وأورد حديثين، ثم بوّب باب الأمر بمسألة الرب في دبر الصلاة فذكر حديثاً. انظر صحيح ابن خزيمة " ١/ ٣٦٦ - ٣٦٩".
وهذا الصنيع من البخاري وابن خزيمة يدل على أنهما يريان مشروعية الدعاء بعد الصلاة.
وأما ابن القيم فقد نفى ثبوت الدعاء بعد الصلاة عن النبي مطلقاً، انظر زاد المعاد: ١/ ٢٥٧، وجلاء الأفهام: ١٧٥ - ١٧٦، وربما يفهم نحوه من كلام شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى: ١/ ١٩٩ - ٢٠٦، وقد ناقش الحافظ ابن حجر ابن القيم في نفيه ثبوت الدعاء مطلقاً فأورد خمسة أحاديث تدل على الدعاء بعد الصلاة. انظر الفتح: ١١/ ١٣٣.
ولكن ابن القيم ذهب إلى أفضلية الدعاء في الصلاة فقط في رسالته في الصلاة ص: ١٥٢ فإنه قال بعد ذكر التشهد الأخير: "والدعاء في هذا المحل قبل السلام أفضل من الدعاء بعد السلام وأنفع للداعي"، وهذا كما هو واضح لا ينفي ثبوت الدعاء بعد السلام وإنما ينفي الأفضلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>