للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دبر كل صلاة أن تقول: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (١).

وقد مال ابن القيم إلى أنه لا بأس بالدعاء بعد الفراغ من الصلاة ولكن بعد أن قدم بين يدي دعائه الأذكار المشروعة بعد السلام (٢).

هذا الذي تقدم في الدعاء بعد الصلاة بدون اجتماع عليه، وأما إذا اجتمعوا عليه بأن يدعو الإمام أو أحد المصلين ويؤمن الآخرون كما هو منتشر في كثير من بلدان المسلمين فهو بدعة إلا إن وقع أحياناً فيجوز.

وأما إذا كان دائماً بعد كل صلاة فهو بدعة لأنَّه لم يعهد ذلك من النبي وصحابته والسلف الصالح (٣).

قال شيخ الإسلام : "الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن مستحب إذا لم يتخذ ذلك عادة راتبة كالاجتماعات المشروعة ولا اقترن به بدعة منكرة" (٤).

وقد روي عن الإمام أحمد أنه أجاز الدعاء للإخوان إذا اجتمعوا بدون تعمد مسبق، وبدون الإكثار من ذلك حتى لا يصير عادة تتكرر (٥).


(١) أخرجه أبو داود: ٢/ ١٨١ رقم ١٥٢٢، والنسائي: ٣/ ٤٥ رقم الباب: ٦٠، وفي عمل اليوم رقم ١٠٩، وأحمد ٥/ ٢٤٥، ٢٤٧، وابن خزيمة: ١/ ٣٦٩ رقم ٧٥١، والحاكم: ١/ ٢٧٣، وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٦/ ٣٠٤ رقم ٧٨٤٦.
(٢) زاد المعاد: ١/ ٢٥٨.
(٣) الفتاوى الكبرى المصرية: ١/ ١٨٨ - ١٨٩ و ٢١٠، أو مجموعة ابن قاسم: ٢٢/ ٤٩٢ - ٥٠٤، ٥١١، ٥٠٨ - ٥٢٣، واقتضاء الصراط: ٣٠٣ - ٣٠٧، والاعتصام للشاطبي فقد توسع في هذه المسألة وبينها بياناً شافياً، انظر منه: ١/ ٢٧، وانظر كلاماً طويلاً له ذكر قواعد مهمة من: ١/ ٣٤٩ - ٢/ ٥٢ و ٢/ ٣٥١، وكذلك ذكره الشاطبي في فتاواه ص: ١٢٧ - ١٢٨.
(٤) الفتاوى الكبرى المصرية: ١/ ٢١٠، أو مجموع الفتاوى لابن قاسم: ٢٢/ ٥٢٣، ونحوه في: ٢٠/ ١٩٦.
(٥) الاقتضاء: ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>