للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرع وسلف هذه الأمة هو التوسل بالدعاء، وقد تقدم شرح ذلك (١).

أو نقول: إنه لا بد من التقدير إما أن يقدر بذات أو بدعاء والأدلة تدل على أن المقدر، دعاء، وهذا الجواب الثاني - وإن ذكره بعض العلماء (٢) - لكن الجواب الأول أولى لأن أصل وضع الكلمة لا يحتاج إلى تقدير مضاف محذوف، والأصل عدم التقدير، وأما قوله: "وشفعني في نفسي" فأقوى الطرق ليس فيه هذا اللفظ وهي رواية شعبة، وأقواها رواية فشفعه فيّ وشفعني فيه، لورودها في طريق شعبة القوية.

وأما على تقدير كونها محفوظة فمعناه "إنه طلب أن يكون شفيعًا لنفسه مع دعاء النبي ، ولو لم يدع له النبي كان سائلًا مجردًا كسائر السائلين، ولا يسمى مثل هذا شفاعة، وإنما تكون الشفاعة إذا كان هناك اثنان يطلبان أمرًا فيكون أحدهما شفيعًا للآخر بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره" (٣).

وأما توجيه الخطاب إلى النبي في قول الأعمى: "إني توجهت بك إلى ربي" وفي رواية: "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي". فليس فيه دليل على نداء الغائب والاستغاثة به وذلك:

١ - لأن النبي كان حاضرًا عند الأعمى، كما يدل على ذلك سياق الرواية، وليس هناك دليل على أن الأعمى ذهب إلى مكان آخر، فصلى فدعا فيه بهذا الدعاء.

وأما ما ورد في بعض رواية شبيب عن روح بن القاسم من زيادة


(١) انظر ص: ٦٢٨.
(٢) قد ذكر هذا الجواب الشيخ محمد طاهر في البصائر ص: ٣٣٧، والشيخ الألباني في التوسل ص: ٨١، والألوسي في روح المعاني: ٦/ ١٢٦، وعنه في جلاء العينين ص: ٥٦٧، وقد تقدم نحو هذا في ص: ٧٣٢.
(٣) قاعدة في التوسل: ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>