فهذه الزيادة شاذة، أو منكرة، فعلى قول من وثق عبد المجيد فهي شاذة، وعلى قول من ضعفه فهي منكرة وذلك لتفرده بها ومخالفته بذلك الثقات، مع أنه مختلف فيه فقد وثقه بعضهم وضعفه بعضهم، وهم كثيرون وممن وثقه أحمد، وابن معين، وأبو داود.
وهؤلاء الذين وثقوه بينوا مع ذلك أنه مبتدع داعية في الأرجاء.
وممن ضعفه الحميدي وأبو حاتم وعبد الرزاق والدارقطني ومحمد بن يحيى وابن سعد والساجي وابن حبان، وبين هؤلاء الذين ضعفوه أنه روي أحاديث عن ابن جريج لم يتابع عليها، وروي عن مالك أحاديث أخطأ فيها، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك (١).
وهذا الجرح المفسر مقدم على التوثيق مع أن الذين وثقوه بينوا أنه داعية إلى الإرجاء.
وأيضًا فلو قلنا: إنه ثقة يكون هذا الحديث شاذًا لأنه من مخالفة الثقة لمن هو أرجح منه ضبطًا واتقانًا وعددًا.
كل واحد منهم أعلى مكانة من عبد المجيد، ويعرف هذا بالرجوع إلى تراجمهم، وفيهم من هو في أعلى درجات الحفظ والإتقان باتفاق المحدثين، كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ووكيع بن الجراح وابن المبارك وأبي إسحاق الفزاري فهؤلاء أئمة الحديث ورؤساء تلك الطبقة وأخص أصحاب الثوري.
(١) انظر العلل لأحمد: ٢/ ١١٣، وتاريخ يحيى: ٣/ ٦١ رقم ٣٢٥، وأحوال الرجال: ١٥٣ رقم ٢٦٩، والضعفاء الصغير للبخاري رقم ٢٣٩، والمجروحين: ٢/ ١٦٠، والكامل: ٥/ ١٩٨٢، والجرح والتعديل: ٦/ ٦٤، والميزان: ٢/ ٦٤٨، والمغني: ٥٧٠، والتهذيب: ٦/ ٣٨١، وانظر ما ذكره المروذي في العلل ومعرفة الرجال عن أحمد، في ترجمة عبد المجيد: أن أبا عبدالله يحدث عن المرجيء إذا لم يكن داعية أو مخاصمًا. اهـ. العلل ومعرفة الرجال ص: ١٢٤ رقم ٢١٣.