للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاتفاقهم على ضعف جسر بن فرقد (١) وبهذا نعلم مدى عدم صحة ما قاله بعضهم: رواه أيضًا الحارث بن أسامة في مسنده بسند صحيح (٢). فكيف يكون السند صحيحًا وفيه من اتفق النقاد على تضعيفه؟

والحاصل أن الحديث بجميع طرقه ضعيف، وأحسنها مرسل بكر بن عبدالله المزني، ومن المعروف أن المرسل من أقسام الضعيف لا يحتج به، ولا يمكن تقويته بالطريقين الآخرين لشدة ضعف حديث أنس، حيث إن فيه وضاعًا ولنكارة حديث ابن مسعود.

وهذا هو الذي تقتضيه الصناعة الحديثية لا ما ادعاه الغماري من أنها تقتضي تصحيحه وأن من ضعفه ليس بمنصف (٣).

وأما من ناحية المتن فمن وجوه:

أ - إنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس، فقد روى أبو هريرة مرفوعًا: "تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله ﷿ في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرءًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اركوا (٤) هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا" (٥).

وفي حديث أسامة بن زيد : "ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" (٦).


(١) الميزان: ١/ ٣٩٨، والمجروحين: ١/ ٢١٧.
(٢) ذكره الغماري في الرد المحكم: ١٨٢، وعنه منتحلًا صاحب المفاهيم: ١٧٣.
(٣) مقدمة نهاية الآمال: ٨.
(٤) اركوا: يقال: ركاه يركوه إذا أخره، النهاية: ٢/ ٢٦١.
(٥) مسلم: ٤/ ١٩٨٧ رقم ٢٥٦٥/ ٣٦، وأحمد في المسند: ٢/ ٢٦٨، ٣٢٩، ٤٨٤، والدارمي رقم ١٧٥٨.
(٦) المسند: ٥/ ٢٠٠، ٢٠١، ٢٠٥، ٢٠٩، وأبو داود: رقم ٢٤١٩ (٧/ ١٠٠)، والدارمي: رقم ١٧٥٧، وقد صحح الحديث الألباني في الإرواء: ٤/ ١٠٢ رقم ٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>