للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك تأييده (١) بالحكاية المكذوبة عن مالك وسيأتي مناقشتها قريباً.

هذا من ناحية السند، ومن ناحية المتن فالحديث منقوض بأوجه:

١ - إن الراجح في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم ما ورد في آية أخرى ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)[الأعراف: ٢٣].

وهذا ما رجحه إمام المفسرين الطبري (٢) ، وأولى ما يفسر القرآن بالقرآن فإذا وجد فلا يعدل عنه.

٢ - قد ذكر ابن جرير وأبو حاتم الأقوال الواردة في تفسير الكلمات وليس فيها هذا المزعوم، وقد نص ابن أبي حاتم بأنه قد اختلف في تفسير الآية على ستة أوجه، ثم ذكرها واحدة تلو الأخرى ولم يذكر هذا (٣).

٣ - إن التفسير الذي ورد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يخالف هذا.

فقد أخرج الطبري عن يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ الآية، قال: لقاهما هذه الآية: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)(٤).

فلو كان عند عبد الرحمن بن زيد حديث مرفوع في تفسير الآية لما عدل عنه إلى غيره.

٤ - ثم إن في الرواية أن آدم هو الذي اطلع بنفسه على اسم


(١) انظر المقالات ص: ٣٩١
(٢) ابن جرير الطبري: ١/ ٢٤٥.
(٣) تفسير ابن أبي حاتم: ١/ ١٣٥ - ١٣٧.
(٤) تفسير الطبري: ١/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>