للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بادية فخرج فصلى بأصحابه ركعتين، واستسقى ثم نام فرأى في المنام أن رسول الله ، أتاه وقال: اقرئ عمر السلام وأخبره أن الله قد استجاب لكم وكان عمر قد خرج فاستسقى أيضاً، وأمره فليوف العهد وليشد العقد، قال: فانطلق الرجل حتى أتى عمر فقال: استأذنوا لرسول رسول الله قال: فسمعه عمر فقال: من هذا المفتري على رسول الله؟ فقال الرجل: لا تعجل علي يا أمير المؤمنين فأخبره الخبر، فبكى عمر" (١).

وهذا الإسناد رجاله ثقات وابن عمير ثقة من أوساط التابعين من الثالثة (٢) ويمكن ادعاء لقائه عمر وأن فيه انقطاعاً والله أعلم.

وفي إسماعيل أبي المقدام كلام لا يضر لأن معمراً عندما سئل عنه أشار إلى أنه لم يكثر من الرواية عنه لعدم إتيانه بالكلام على وجهه (٣)، وهنا من رواية معمر انتقى من أحاديثه ما أتى به على وجهه.

فهذا الأثر يبين أن الرجل فعل المشروع وهو الخروج إلى الصحراء ثم الصلاة وطلب السقيا من الله تعالى، ولم يأت القبر، والذي رآه في المنام بعد فعل المشروع لا مانع منه من ناحية الشرع.

وهذا يدل على أن الرواية التي فيها أنه أتى القبر غير صحيحة ولا يقال: إن هذه القصة غير تلك القصة وذلك لأن الحمل على التعدد شأن غير المحققين من المحدثين، الذين كلما رأوا اختلافاً في ألفاظ الحديث أو نوع اختلاف في المعنى حملوه على التعدد، وأما المحققون فلا يرون ذلك كما ذكره ابن القيم (٤) .


(١) مصنف عبد الرزاق: ٣/ ٩٣ - ٩٤.
(٢) التقريب: رقم ٣٤٥٥.
(٣) قد ذكر محقق كتاب الأسامي والكنى لأحمد - عبد الله الجديع كلاماً نفيساً فراجعه رقم ٢٦٨.
(٤) زاد المعاد: ٣/ ٤٢، وشرح الطحاوية ص: ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>