للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤيا في المنام، وهو يؤيد ما تقدم من أثر ابن عمير وبهذا تسقط دعوى أن الرجل الذي أتى القبر صحابي وأن الحافظ صححه.

٤ - ويشهد له أيضًا ما رواه سيف أيضًا عن مبشر بن الفضيل عن جبير بن صخر عن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلًا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة.

وفيه أنه ذبح الشاة ورأى في المنام الرسول وأمره بإتيان عمر (١)

فهذه الرواية -وإن كانت ضعيفة- إلا أنها تدل كسابقتها على أن الرجل لم يأت القبر وإنما رأى المنام فقط.

ب - وأما لو قلنا: إن الرواية لم يحصل فيها زيادة فنقول في الجواب:

١ - إنها على فرض صحتها لا يصح الاستدلال بها لأن الرجل الذي فعل لم يعرف من هو؟ وحتى لو عرف فلا حجة في فعل آحاد الصحابة إذا خالف السنة كما هنا وقد تقدم ذلك (٢)، ولا يقال إن عمر (٣) أقره لأنه ربما لم يخبره بالمجيء إلى القبر وإنما أخبره بالرؤيا فقط وليس في الرواية أنه أخبره بالمجيء إلى القبر.

٣ - إن مجيء الرجل إلى القبر يخالف السنة التي شرعها رسول الله وهي الخروج إلى الصحراء للاستسقاء.

وهكذا فعل الخلفاء الراشدون وكبار الصحابة فلم ينقل أنهم يستسقون بالمجيء إلى القبر.


(١) أخرجه الطبري في تاريخه: ٣/ ٩٩، وذكره ابن كثير في البداية: ٧/ ٩٣ - ٩٤، ولكن هذه الرواية فيها نكارة من جهة أخرى إذ فيها أن الرجل قال مناديًا: يا محمداه إلا أن يحمل على ما تقدم في ص: ٧٥٣ من أن مثل هذا النداء لا يقصد به الا سماع، وقد عرفت أن الأثر ضعيف.
(٢) تقدم: ٧٤٤.
(٣) مصباح الظلام ص: ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>