للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصل في الأمم السابقة وهذا لم يحصل -بحمد الله تعالى- فلا تجتمع هذه الأمة على ضلالة.

٣ - أو يقال كما قال بعض العلماء بأن الله أجاب دعوة نبيه بأن حفظ قبره بالحيطان الثلاثة التي بنيت على قبره ، فلا يستطيع أحد أن يصل إليه حتى ولو أراد عبادته ودعاءه من دون الله تعالى.

٤ - قد حذر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه من الشرك بقبره في آخر حياته فقال وهو ينازع: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة: يحذر ما صنعوا" (١). وقال قبل موته بخمس ليال: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك" (٢).

وهذا التحذير البليغ منه لخوفه أن يتخذ قبره مسجداً ولو كان ذلك لا يمكن وقوعه لما خاف وحذر منه في مثل تلك الحالة التي يحتاج فيه إلى التحذير من الشيء الأهم والأشد خطراً.

وأما الجواب (٣) عن الحديث الثالث وهو قوله : "وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي" فعلى وجوه:

١ - إن الحديث خاص بالصحابة الذين خاطبهم الرسول كما هو ظاهر الخطاب الموجه إليهم -وليس المقصود من الحديث الأمة المحمدية بأجمعها.

وهذا يقتضيه الجمع بين هذا الحديث والأحاديث الدالة على وقوع الشرك وقد تقدمت الإشارة إليها.

٢ - أو أن هذه الأمة تفتن في أول أمرها بغير الشرك من فتنة الدنيا،


(١) تقدم تخريج الحديث ص: ٤٥٦.
(٢) تقدم تخريج الحديث ص: ٤٥٧.
(٣) انظر الإشارة إلى هذا الجواب في البصائر للمتوسلين بالمقابر ص: ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>