للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثم إن الذين قسموا لم يستطيعوا أن يفرقوا بينهما بحد صحيح جامع مانع (١).

٣ - العرب نطقت بالحقيقة والمجاز على وجه واحد، فجَعْلُ هذا حقيقةً، وهذا مجازاً ضَرْبٌ من التحكم لأن اسم الأسد وضعٍ للسبع كما وضع للرجل الشجاع (٢)، فمن زعم أنها استخدمت هذا أولاً في ثم في كذا ثانياً فقد ادعى دعوى لا برهان عليها ولا يمكن لبشر على وجه الأرض إثبات ذلك، ولا سبيل إلى العلم بذلك إلا بوحي من الله تعالى (٣).

٤ - بعض الكلمات لها معان كثيرة، من ذلك أن بعض حروف المعاني تدل على عدة معان كمن والباء، وكذلك الأسماء الدالة على عدة معان كالرأس يطلق على رأس الإنسان وأول الدرب ومنبع العين وسيد القوم وأول الشهر وغير ذلك.

٥ - إن بعض الكلمات العربية تدل على المعنى وضده كالجون يدل على السواد وعلى البياض، والقر يدل على الطهر والحيض فأيهما حقيقة وأيهما مجاز؟ (٤).

٦ - "إن الألفاظ المفردة التي هي من أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها ولكن لأن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد" (٥).

فيبطل بهذا ادعاء أن الأسد وضع للحيوان المفترس ولم يوضع للرجل الشجاع .. إلخ.


(١) الإيمان: ٨٧، ٩٧، ومختصر الصواعق: ١/ ١٠ - ٣٠.
(٢) الوصول إلى الأصول: ١/ ٩٩، والمزهر: ١/ ٣٦٥، وفلسفة المجاز: ٢٧.
(٣) مختصر الصواعق: ٢/ ٣٠.
(٤) انظر نحو هذا الاعتراض في الإيمان: ٨٨ - ٨٩.
(٥) دلائل الإعجاز ص: ٤١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>