للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالاستغاثة والاستمداد من الأئمة ويعدون ذلك من أهم القربات والطاعات، ويدل على مدى صدق ما نقول ما أخرجه الكليني في الكافي أهم كتبهم عن جعفر الصادق في قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ قال: "نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العبد إلا بمعرفتنا" (١)، ومثله في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (١٨)﴾ نحن الأوصياء" (٢).

فهم يعتقدون أن الله لا يقبل عملًا إلا إذا دُعِيَ بالأئمة، فلهذا لا يخلو دعاؤهم غالبًا من الاستمداد بهم أو التوسل بهم، ولكون ذلك كثيرًا عندهم نختار نماذج قليلة من أدعيتهم.

فمن صور الأدعية الشركية المنتشرة لدى الشيعة ما يسمى عندهم بالزيارة الجامعة وهي من أوثق الزيارات عندهم، ويعدونها أحسن الزيارات الجامعة متنًا وإسنادًا (٣)، وهي طويلة في نحو خمس صفحات، وفيها: "خلقكم الله أنوارًا فجعلكم بعرشه محدقين … أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به … مستجير بكم زائر لكم، لائذٌ عائذٌ بقبوركم، مستشفع إلى الله ﷿ بكم، ومتقرب بكم إليه ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري … بكم فتح الله، وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبكم ينفس الهم، ويكشف الضر … " (٤).


(١) الكافي: ١/ ١١٠، وتقدم ص: ٤٦٧.
(٢) المرجع نفسه: ١/ ٣٥٢.
(٣) الشيعة والتصحيح للموسوي ص: ١٤٤، وقد استدل الخميني بما ورد فيها في ولاية الفقيه ص: ٥٢ كما تقدم ص: ٤٦٦.
(٤) انظر هذه الزيارة في كتابهم من لا يحضره الفقيه: ٢/ ٣٧٠ - ٣٧٥، وفي الكافي: ٣/ ٣٦١ ط ح في زيارة الحسين نحو هذا وفيه زيادة: "وبكم يمحو الله ما يشاء، وبكم يثبت وبكم يفك الذل … وبكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأرض ثمارها … وبكم تسيخ الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقر جبالها … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>