للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي هذا الكلام غلو شديد متفاحش، ففيه وصف الأئمة بالقدم وهو إشارة إلى قدم الأئمة وأوليتهم، وقد تسرب منهم إلى الصوفية ويسمونه بالحقيقة المحمدية ويريدون أن أصل العالم من نور محمد وعلي والأئمة (١)، كما أن فيه طلب الاستجارة واللياذة والعياذة من غير الله تعالى وفيه خطاب للموتى والغائبين، ولا يقال إنه خطاب لصاحب القبر المزور مثل السلام لأن هؤلاء يريدون خطاب جميع الأئمة، بمن فيهم غائبهم المنتظر مع العلم بأن قبورهم ليست في مكان واحد حتى يصح خطابهم جملة واحدة كأنهم في مكان واحد، كما أن في هذا اعتقاد أنهم الواسطة بين الله وبين الخلق في حوائجهم بل فيه اعتقاد أنهم الواسطة في الحوادث الكونية، من إنزال الغيث وإمساك السماء - تعالى الله عما يقولون - فكأن الله لا يفعل شيئًا إلّا لجبر خاطر الأئمة وإرضائهم، فلولا الأئمة ما أوجد العالم، وكأن الله محتاج إليهم في تدبير الكون تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

ومن أدعيتهم الشركية مع الحث على الاستغاثة بالإمام علي قولهم:

ناد عليًا مظهر العجائب … تجده عونًا لك في النوائب

كل هم وغم سينجلي … بولايتك يا علي يا علي (٢)

وتسربت الاستغاثة بهذين البيتين إلى المتصوفة (٣).

ومن أدعيتهم الشركية ما أخرجه صاحب الكافي بسنده عن بعضهم "إذا أحزنك أمر فقل في آخر سجودك، يا جبرئيل، يا محمد، يا جبرئيل،


(١) انظر في هذا الادعاء الكافي: ١/ ١١٦، والإنسان الكامل: ٢/ ٤٦، ٦١، ٧٤ - ٧٨، وانظر الاعتراف بهذا في الصلة بين الشيعة والتصوف ص: ٤٤٩ - ٤٥٦.
(٢) مصباح الكفعمي: ١٨٢ - ١٨٣، وتحفة العوام: ٤٠٢.
(٣) انظر جواز الاستغاثة بهما عندهم في البريلوية لإحسان إلهي: ٥٧، وفي البصائر ص:.

<<  <  ج: ص:  >  >>