للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحوتك أرجو منك سالف عادتي … فجد لي واستعفني بما أنا طامع

أغيرك ينحوه المؤمل أو سوى … رحابك أهل تثنى إليه المطالع (١)

فهذه الأبيات غاية في التضرع والتملق والانكسار بين يدي البدوي فإذا لم يكن مثل هذا عبادة ودعاء -لغير الله تعالى- فليس هناك ما يتصور أن يكون دعاء لغير الله تعالى، ثم إن هذه الأبيات صريحة في أن المقصود بهذا الدعاء هو البدوي فقط، وليس المراد منها الشفاعة المزعومة إلى الله تعالى فلا ينفع فيها ما يسمى بالمجاز العقلي، وقد تقدمت مناقشة ذلك بحمد الله تعالى.

فقد محض السؤال للبدوي وخصه به وقصره عليه بقوله: أغيرك ينحوه المؤمل وبقوله: وأن لي فؤادًا بقصد الغير … فيدخل في هذا الغير الله .

ومثله قول آخر في البدوي أيضًا:

وحماك أبغي يا أبا الفتيان في … خطب أهاج القلب من حسراته

من لي سواك أرومه في كشفه … أو ارتجي إن ضقت من وثباته

عار عليك إذا رددت خويدمًا … قصر الفؤاد عليك في حاجاته (٢)

ويقول آخر في البدوي أيضًا:

إني أتيتك يا ذا المشرع العالي … فانظر بلحظك في شأني وفي حالي

ولا تكلني إلى من ليس ينصرني … ولا إلى ذي جفا للعهد لي قالي

ففاقتي لك يا ذا الطول قد علمت … من كسر قلبي ومن حالي ومن قالي

وقد تحاميت في الجاه المديد فلا … تردني خائبًا من فيض إفضالي

ومن أولى بغوث منك يا أملي … ومنتهى رحلتي ومنائي بل وآمالي


(١) السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ص: ٢٨١ و ٣٢٠ نقلًا عن مخطوطة الجواهر السنية.
(٢) السيد البدوي: ٣١٩ نقلًا عن الجواهر ص: ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>