للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصن بعزك يا ذا الطول وجهي … عن سؤال غيرك ممن حاله بالي

وقد نزلت بباب فاز قاصده … بكل قصد وتعظيم وإجلال (١)

وهذه الأبيات صريحة في قصر الدعاء والطلب على البدوي، فبالله عليك قل لي: ماذا أبقى هذا الشاعر الله تعالى؟ فهل لو أخلص أحدنا الدعاء الله تعالى يستطيع أن يقول الله تعالى أكثر من هذا؟

ومن أدعيتهم الشركية قولهم في الشيخ عبد القادر الجيلاني: شيئًا لله يا عبد القادر.

فقد نص كثير من العلماء على أنها شرك كما تقدم (٢) ففيها استشفاع بالله عليه وقد استعظمه النبي (٣) ومع هذا، فهذه الكلمة منتشرة في كثير من أرجاء العالم الإسلامي - إلى الآن - فنداء الشيخ عبد القادر والاستغاثة به والغلو فيه منتشر جدًا.

فقد كان بعضهم يدعوه بقوله: "يا غوثي أنت المحيي وأنت المميت، وأن النبي هو القاسم وأنت الموصل" (٤).

ففي هذا نداء ودعاء لعبد القادر، ووصف له بصفات الربوبية، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

والشيخ عبد القادر يلقب عندهم بالغوث الأعظم فهم لم يرضوا له أن يكون غوثًا فقط حتى جعلوه هو الغوث الأعظم، فأين الله تعالى في مخيلتهم؟؟ فهذا لم يصل إليه المشركون الأوائل.

وأما التوسل البدعي فبحر (٥) لا ساحل له في أدعيتهم، لأن من


(١) السيد البدوي ص: ٢٨٢ نقلًا عن الجواهر: ١٢٤.
(٢) تقدم ص: ٥٤٠.

(٣) تقدم ص: ٥٠٦.
(٤) البريلوية لإحسان إلهي ص: ٧١.
(٥) فالتوسل البدعي كثير في أدعية المتأخرين لاسيما بعد الألف، فيوجد حتى عند بعض العلماء الذين يعدون من الكبار في بعض العلوم فمثلًا انظره لدى مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء كما في: ٥/ ٢ و ١١٨، وما كتبه علماء ديوبند الذين يعتبرون مراجع في القارة الهندية في عقيدتهم المسماة "المهند على المقند" ص: =

<<  <  ج: ص:  >  >>