للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَرَّةً} (١) (فأكل معنا، فدعوه فجاء) فيه جواز دعاء غير الضيف من قريب وصديق ونحوه ليأكل مع الضيف، ويستحب هذا لمن يرجى التبرك بحضوره، أو الانتفاع بعلمه.

(فوضع يده على عضادتي) بكسر العين، وهي جانب العتبة من (الباب)، ولكل باب عضادتان، وفيه أنه يستحب للداخل من الباب أن يضع يده على عضادته، وكذا عضادتا باب المسجد؛ لما روى ابن السني عن أبي هريرة: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل المسجد يوم الجمعة أخذ بعضادتي باب المسجد، ثم قال: "جعلني اللَّه من أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب إليك، وأفضل من سأل ورغب إليك" (٢).

(فرأى القرام) بكسر القاف وتخفيف الراء وبعد الألف ميم، هو الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ. (قد ضرب به في ناحية البيت) أي: جعلوه في ناحية من نواحي البيت، والباء زائدة عند بعضهم (فرجع) فيه دليل على أن من دعي إلى وليمة فرأى فيها الحائط أو الحيطان مستورة بستر، ولو لم يكن فيه صورة، جاز له الرجوع عن حضور الدعوة؛ لما روى الخلال بإسناده عن ابن عباس وعلي بن الحسين عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه نهى أن تستر الجدر (٣).


(١) الشعراء: ١٠٢.
(٢) "عمل اليوم والليلة" (٣٧٤).
(٣) انظر: "المغني" لابن قدامة ١٠/ ٢٠٤. ورواه عن علي بن حسين أيضًا ابن أبي شيبة ٥/ ٢٠٤ (٢٥٢٤١)، والبيهقي ٧/ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>