للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا آكل متكئًا) كذا للبخاري (١)، وفي رواية له عن أبي جحيفة: كنت عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال لرجل عنده: "لا آكل وأنا متكئ" (٢).

قال في "النهاية": المتكئ في العربية كل من استوى قاعدًا على وطاء متمكنًا، والعامة لا تعرف المتكئ إلا من مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه، والتاء فيه بدل من الواو وأصله من الوكاء، وهو ما يشد به الكيس وغيره، كأنه أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوطاء الذي تحته. ومعنى الحديث: إني إذا أكلت لم أقعد متمكنًا فعل من يريد الاستكثار منه، ولكن آكل بلغة فيكون قعودي له مستوفزًا، ومن حمل الاتكاء على الميل إلى أحد الشقين، تأوله على مذهب الطب (٣).

استثنى في "الإحياء" من الأكل متكئًا ما يتنقل به من الحبوب (٤).

وذكر بعضهم أن قوله: متكئًا هو الاتكاء على أحد الجانبين، وعلله بشيئين:

أحدهما: أنه فعل المتجبرين والمتكبرين.

والثاني: أنه يمنع نزول الطعام أن ينحدر في مجاري الأكل سهلًا (٥) ولا يسيغه هنيئًا، وربما تأذى به من جهة الطب، وفي الحديث: هذا


(١) البخاري (٥٣٩٨).
(٢) البخاري (٥٣٩٩).
(٣) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ١٩٣.
(٤) "إحياء علوم الدين" ٢/ ٤.
(٥) ساقطة من (ل)، (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>