للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه أن من لم يجد العالم في مكانه فيرتحل إليه.

(فأتاه فسأله) عن الناقة المودوعة عنده وعن مرضها وموتها (فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل عندك غنى يغنيك؟ ) أي: تستغني به ويكفيك ويكفي أهلك وولدك عنها (قال: لا. قال: فكلوها) يعني: أنت وأهلك. قال ابن خويز منداد: في هذا الحديث دليلان: أحدهما: أن المضطر يأكل من الميتة وإن لم يخف التلف؛ لأنه سأله عن الغنى ولم يسأله عن خوفه على نفسه. والثاني: يأكل ويشبع ويدخر ويتزود؛ لأنه أباحه الادخار، ولم يشرط عليه أن لا يدخر. انتهى.

وعند الشافعية أن من لم يجد حلالًا وخاف على نفسه موتًا أو مرضًا مخوفًا، ووجد ميتة أو محرمًا غيره لزمه أكله، ويحل ما يسد الرمق لا الزيادة على الشبع، [فأما الشبع] (١) فإن كان قريبًا من العمران لم يحل، وإلا حل (٢).

قال النووي: الراجح إن توقع حلالًا قريبًا لم يجز أن يأكل غير سد الرمق (٣).

(قال: فجاء صاحبها) أي: صاحب الناقة (فأخبره) زوج المرأة الوديع (الخبر) الواقع (فقال: هلا كنت نحرتها) حين مرضت وأشرفت على الموت (قال: استحييت) بياءين مثناتين من تحت، ولغة تميم وبكر بن وائل: استحيت بفتح الحاء وحذف إحدى الياءين (منك) قال ابن


(١) ساقطة من (م).
(٢) انظر: "نهاية المطلب" ١٨/ ٢٢٤، "روضة الطالبين" ٣/ ٢٨٣.
(٣) "منهاج الطالبين" ٣/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>