للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النضر أبي (١) أنس فولدَت له أنسًا كما تقدم.

(قَالَتْ يَا رَسولَ الله إِنَّ الله عز وجل لَا يَسْتَحْيِي من الحق) (٢) بيَاءين.

قال ابن عَطية: قرأ ابن كثير في بَعض الطرق، وابن محَيصن (٣) وغَيرهمَا يستحي بكسْر الحَاء يَعْنِي ويَاء واحِدة سَاكنَة وهي لغَة تَميم (٤). أي: لا يمتنع من بيان الحَقِّ فيُطلق الحَيَاء على الامتناع، إطلاقًا لاسم الملزوم على اللازم مجَازًا وقولها: لا يستحيي من الحق توطئة واعتذارًا لما سَتذكرهُ بَعدُ ممَّا تستحيي النسَاء من ذكره غالبًا وهو عند الكتَّاب والأدبَاء أصل في المكاتبات والمجاورات، ووجه ذلك أن تقديم الاعتذار سَبب لإدراك المعتَذَرِ منه صَافيًا خاليًا عن العَيب (٥) بخلاف مَا إذا تأخر، فإنَّ النَّفس تستقبل المعتذَرَ عنهُ بقبحه ثم يأتي العذر تابعًا وفي الأول يَكون دافعًا، ولا يخفى أنَّ دَفع الشيء قبل أن يستقر أيسَرُ من دَفعِهِ بعد استقراره وتمكنه.

(أَرَأَيْتَ) أي: أخبرني (إِذَا رَأَتْ المرأة فِي النَّوْمِ) بالاحتلام مثل (مَا يَرَى الرَّجُلُ) من الجماع وغَيره في النوم.

(أَتَغْتَسِلُ) مِن رؤية ذلكَ (أَمْ لَا؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: فقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: نَعَمْ فَلْتَغْتَسِلْ إِذَا وَجَدَتِ المَاءَ) لما كانتَ رؤية المنَام (٦) مَحتَملة لخرُوج


(١) في (س، م، ظ): بن.
(٢) من (م، ظ).
(٣) في (د، م، ظ): محيص.
(٤) "المحرر الوجيز" ١/ ٩٦.
(٥) في (م): العبث. وفي (س): الغيب.
(٦) في (س): المياه.

<<  <  ج: ص:  >  >>