للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المني وعَدَم خرُوجه خصَّص الحكم في الجوَاب (١) بِمَا إذا وجَدَتِ المنيِّ خَرَجَ منها بارزًا ظَاهرًا، وقد استُدِلَّ به على أنَّ المرأة إذا خرجَ منها المني وجَب عليهَا الغسْل كما يجبُ على الرجُل بخرُوجه، وأجمع المُسلمون على وجوب الغسْل على الرجُل والمرأة بخرُوج (٢) المني (٣).

(قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيهَا فَقُلْتُ) فَضَحْت النسَاء كَذا لمُسْلم (٤)، يا أُم سُليم: (أُفٍّ) فيهَا عَشر لغَات مَشهورة (٥)، فمن كسَر بناه على الأصل، ومن فتح طلب التخفيف، ومن ضَمَّ أتبع، ومن نوَّنَ أرَاد التنكير (٦) ومن لم ينون أرَادَ التعريف، ومن خفف الفاء حَذف أحَد المثلَين، تخفيفًا، واللغَة التَاسِعَة باليَاء كأنهُ أضافه إلى نفسه.

(لَكِ) مَعنَاهُ: استحقارٌ لهَا، ولمَا تكلمت به وهي تستَعمل في الاستقذار والإنكار (٧).


(١) في (م، ظ): الجواز.
(٢) في (ص): لخروج.
(٣) "شرح النووي على مسلم" ٣/ ٢٢٠.
(٤) "صحيح مسلم" (٣١٠) (٢٩).
(٥) قد ذكرها الشارح هنا مجملة، وهي على التفصيل:
أُفِّ، وأفَّ، وأُفُّ بضم الهمزة مع الثلاث حركات على الفاء بغير تنوين، وبالتنوين أفٍّ، وأفًّا، وأفٌّ، فهذه ستة. والسابعة: إِفَّ بكسر الهمزة وفتح الفاء، والثامنة: أُفْ بضم الهمزة وسكون الفاء، والتاسعة: أُفِّي بزيادة ياء، والعاشرة: أفَّهْ بهاء السكت، فهذه عشر لغات. انظر "شرح النووي على مسلم" ٣/ ٢٢٥ فقد نقل الشارح الكلام منه واختصره.
(٦) في (ص): التثليث.
(٧) إنما أرادت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الإنكار فقط، وحاشا أن تريد استحقارًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>