للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لام جواب القسم أوله، كقوله تعالى: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} (١) فإن قيل: لم ثبتت الياء مع لام الأمر الجازمة للمعتل بحذف حرف العلة؟ قلت: يحتمل أن تكون الياء تولدت من إشباع الكسرة بعد سقوط الياء الأصلية بالجزم، هاما على لغة من قدر الجزم على الياء، وجعل حرف العلة كالصحيح، والوجهان قراءة قنبل (إنه من يتقي ويصبر) (٢) بإثبات الياء (٣)، ورواية ابن حبان، فقلت: يا رسول اللَّه، ناولني يدك فإن لي عذرًا (٤). وفيه الأدب في استئذان الكبير أو العالم عند إرادة أخذ يده لأن يضعها على وجهه للتبرك أو على عضو من أعضائه.

(قال: فأدخلت يده في كم قميصي) وهذا يدل على أن كم القميص كان فيه بعض اتساع، لا كما يفعله بعض المعجم والترك من تضيق كم القميص والملوطة والقباء ونحوهما (إلى صدري) فيه أن صدر الرجل ليس بعورة.

(فإذا أنا معصوب) بالرفع خبر المبتدأ (الصدر) أي: مربوط على صدري بعصابة، ويحتمل أنه وضع يد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على العصابة لا على جسمه، فلا دليل إذًا.

(قال) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (إن لك عذرًا) يعني في التأخر عن الجماعة أو في أكل الثوم، قال ابن البيطار: الثوم حار مسخن مخرج للنفخ من


(١) الأحزاب: ٦٠.
(٢) يوسف: ٩٠.
(٣) انظر: "حجة القراءات" لمكي ٢/ ١٨.
(٤) "صحيح ابن حبان" ٥/ ٤٤٩ (٢٠٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>