للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرقيق، وإن كان الدم غليظًا فاستفراغه بالفصد.

(ولا) اشتكى أحد (وجعًا في رجليه إلا قال: اخضبهما) فإن برودة الحناء تذهب حرارة جسد الآدمي وشدة الوجع المؤلم، فالوجع هنا جزئي لا كلي، فإن المراد بالوجع هنا جزء من أجزائه ونوع من أنواعه، فإن الوجع إذا كان من حرارة ملهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها، فتنفع فيه الحناء البارد نفعًا ظاهرًا إذا صمد الوجع به، لا سيما مع الخل، وفيه تقوية للعصب وتسكين لأوجاعه، وهذا لا يختص بوجع الرجل، بل يعم الأعضاء. وروى البزار عن أبي هريرة: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي صدع؛ فيغلف رأسه بالحناء (١).

وروى أبو يعلى من طريق الحسن بن دعامة عن عمر بن شريك، عن [أبيه، عن] (٢) أنس أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اختضبوا بالحناء؛ فإنه طيب الريح يسكن الدوخة" (٣). قال ابن الجوزي: الحناء بارد، فيه تحليل، يفتح أفواه العروق، وينفع الأورام البلغمية والسوداوية، ويقوي الأعضاء إذا خضبت به.

* * *


(١) "مسند البزار" ٢/ ٢٦٣ (٧٨٥٢)، وأورده الهيثمي في "المجمع" ٥/ ٩٥ وقال: رواه البزار، وفيه الأحوص بن حكيم، قد وثق، وفيه ضعف كثير، وأبو عون لم أعرفه.
(٢) ساقطة من النسخ الخطية، وأثبتناها من "مسند أبي يعلى" ٦/ ٣٠٥ (١٣٦٢).
(٣) "مسند أبي يعلى" ٦/ ٣٠٥ (٣٦٢١)، وأورده الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٦٠، وقال: رواه أبو يعلى من طريق الحسن بن دعامة عن عمر بن شريك، قال الذهبي: مجهولان. انتهى. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (١٥٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>