للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرعة، فكان فيه دليل على صحة العمل بالقرعة في الأموال المشتركة، كما تقدم.

(فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فنستأمره) في ذلك، وإيقاف الصحابي التصرف في الغنم على سؤال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عملًا بما يجب من التوقيف عند الإشكال إلى البيان، وهو أمر لا يختلف فيه.

(فغدوا) بفتح الغين المعجمة (على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكروا له) ذلك (فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من أين علمتم أنها رقية؟ ) أي: من أي الجهات علمتم أن الفاتحة رقية؟ !

قال ذلك تعجبًا من وقوعه على الرقى بها؛ ولذلك تبسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند قوله (من أين علمت أنها رقية؟ ) وكان هذا الرجل علم أن هذِه السورة قد خصت بأمور منها (١): أنها فاتحة الكتاب ومبدؤه، وأنها متضمنة لجميع علوم القرآن من حيث أنها تشتمل على الثناء على اللَّه بأوصاف جلاله وكماله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص والاعتراف بالعجز إلا بإعانته، وسؤال الهداية دون أحوال أهل الغواية.

وقد روى الدارقطني من حديث أبي سعيد، وفيه: فقال: "وما يدريك أنها رقية؟ " فقال: يا رسول اللَّه، شيء ألقي في روعي (٢).

(أحسنتم) فيه: استحباب الثناء على من فعل فعلًا فوافق الصواب، وأن يقال له: أحسنت، أو: أصبت، أو: بارك اللَّه فيه، ونحو ذلك.

(اقسموا) الشياه (واضربوا لي معكم بسهم) فيه أن الفاتحة فيها رقية، وأخذ الأجرة على الرقية، وأن المعلم له سهم مما أخذه المتعلم، كما أن


(١) ساقطة من (م).
(٢) "سنن الدارقطني" ٣/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>