للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصارًا واعتمادًا على فهم السامع (١).

(ولكن اللَّه تعالى يذهبه) وإنما جعل الطيرة من الشرك؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعًا، أو يدفع عنهم ضررًا إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع اللَّه تعالى، ولكن ابن آدم إذا تطير وخطر له عارض التطير أذهبه (بالتوكلل) على اللَّه -عز وجل-، وأعرض عن هذا الخاطر بالالتجاء إلى اللَّه تعالى والتفويض إليه، ولم يعمل بما خطر له سلم من ذلك، ولم يؤاخذه اللَّه بما عرض له من التطير.

قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في قوله: (وما منا إلا ولكن يذهبه بالتوكل). قال سليمان: هذا عندي قول عبد اللَّه بن مسعود (٢). قال المنذري: الصواب ما ذكره البخاري وغيره أن قوله: (وما منا. . .) إلى آخره من كلام ابن مسعود مدرج آخر الحديث غير مرفوع (٣).

[٣٩١١] (حدثنا محمد بن المتوكل) بن عبد الرحمن (العسقلاني) قال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقةٌ (٤). وقال ابن حبان في "الثقات": كان من الحفاظ (٥).


(١) "معالم السنن" ٤/ ٢١٥.
(٢) "سنن الترمذي" عقب حديث (١٦١٤).
(٣) "الترغيب والترهيب" ٥/ ٢٥.
(٤) "سؤالات إبراهيم بن الجنيد لابن معين" (٥٥٤).
(٥) ٩/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>