للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(والحسن بن علي قالا: حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن الزهري، (عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا عدوى) أي: المرض، والعاهة، لا تعدي بطبعها، بل بفعل اللَّه. يقال (١): والعدوى اسم من الإعداء، كالرعوى والبقوى من الإرعاء والإبقاء. ويقال: أعداه الداء يعديه إعداء، وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء، وذلك أن يكون ببعير جرب مثلًا، فيتقي مخالطته بإبل أخرى حذار (٢) أن يتعدى بما به من الجرب فيصيبها ما أصابه، وقد أبطله الإسلام، لأنهم كانوا يظنون أن الجرب بنفسه يعدي، وأعلمهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه ليس الأمر كذلك، وإنما اللَّه هو الذي يمرض وينزل الداء، ولهذا جاء في الحديث: "فمن أعدى الأول؟ ! " (٣).

(ولا صَفَر) بفتح الفاء، قيل: هو ما كانت الجاهلية تعتقده أن في البطن دابة كالحية تهيج عند جوع الآدمي وتؤذيه، وأبطل الإِسلام هذا.

وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير شهر المحرم إلى صفر، ويجعلون صفرًا هو الشهر الحرام، فأبطله اللَّه في الإِسلام.

(ولا هامَة) بتخفيف الميم على المشهور، ورجح القرطبي التشديد (٤)، وفيه تأويلان، أحدهما: أن العرب كانت تتشاءم بالهامة،


(١) ساقطة من (ل)، (م).
(٢) في (ل)، (م): حذارًا.
(٣) رواه البخاري (٥٧١٧)، (٥٧٧٠)، ومسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(٤) "المفهم" ٥/ ٦٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>