للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي الطائر المعروف من طير الليل، قيل: هي البومة، كانوا إذا سقطت على دار أحدهم رآها ناعية له نفسه أو بعض أهله. هذا تفسير مالك (١).

والثاني: أن العرب كانت تعتقد أن روح الآدمي، وقيل: عظامه تنقلب هامة تطير، ويسمونها الصدى، وقيل: روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تفسير هامة، فتقول: اسقوني. فإذا أدرك. بثأره طارت. والثاني قول أكثر العلماء.

(فقال أعرابي: ) لم يعرف اسمه (ما بال الإبل تكون في الرمل) لفظ البخاري في رواية: فقام أعرابي فقال: رأيت الإبل تكون في الرمال (٢) (كأنها الظباء) من حسن جسمها وسرعة نشاطها وقوتها وسلامتها من الداء (فيخالطها البعير الأجرب) في كتب الطب أن الجرب خلط غليظ يحدث تحت الجلد يكون معه بثور (فيُجربها) بضم (٣) المثناة تحت، ولفظ مسلم: "فيجيء البعير الأجرب، فيدخل فيها فيجربها كلها" (٤).

وبيانه أنهم كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأصحاء أمرضهم وأعداهم، وكذلك في الإبل، فنفى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك وأبطله، ثم إنهم لما أوردوا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الشبهة الحاملة لهم على ذلك في الإبل، فأقطع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حجتهم وأزاح شبهتهم بكلمة واحدة، وهي أن (قال: فمن


(١) انظر: "التمهيد" ٢٤/ ١٩٩.
(٢) "صحيح البخاري" (٥٧٧٥).
(٣) في (ل)، (م): بلفظ.
(٤) "صحيح مسلم" (٢٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>