للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعدى) الجمل (الأول؟ ! ) ومعنى ذلك أن البعير الأجرب الذي أجرب هذِه الصحاح -على زعمهم- من أين جاءه الجرب؟ من قبل نفسه أم من بعير آخر؟ ! فيلزم التسلسل، فظهر أن الذي فعل الأول والثاني هو اللَّه تعالى الخالق لكل شيء، وهذِه الشبهة التي وقعت لهؤلاء هي التي وقعت للطبائعيين أولًا وللمعتزلة ثانيًا، فقال الطبائعيون بتأثيرات الأشياء بعضها في بعض وإيجادها إياها، وسموا المؤثر طبيعة.

وقالت المعتزلة ذلك في أفعال الحيوانات والمتولدات. وقالوا: إن قدرهم مؤثرة فيها الإيجاد، وأنهم خالقو أفعالهم مستقلون باختراعها كما هو مقرر في علم الكلام، وفيه دليل على جواز مشافهة من وقعت له شبهة في اعتقاده بذكر البرهان العقلي إذا كان السائل أهلًا لفهمه.

(قال الزهري: رجل) أبو سلمة أو غيره (عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-) ولمسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا عدوى". وحدثني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يورد ممرض على مصح". قال أبو سلمة: وكان أبو هريرة يحدث بهما كليهما عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. ثم صمت أبو هريرة عند ذلك عن قوله: "لا عدوى"، وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح (١).

(أنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: لا يورِدَنَّ) بكسر الراء، وفتح الدال، ونون التوكيد الثقيلة.

(مُمْرِض) بضم الميم الأولى، وسكون الثانية، وكسر الراء، ومفعول


(١) "صحيح مسلم" (٢٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>