العَيْنُ. قالَتْ عائِشَةُ رضي اللَّه عنها: فَجاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في كِتابَتِها، فَلَمّا قامَتْ عَلَى البابِ فَرَأَيْتُها كَرِهْتُ مَكانَها، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَيَرى مِنْها مِثْلَ الذي رَأَيْتُ، فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَنا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحارِثِ وِإِنَّما كانَ مِنْ أَمْري ما لا يَخْفَى عَلَيْكَ، وإِنّي وَقَعْتُ في سَهْمِ ثابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمّاسٍ، وِإِنّي كاتَبْتُ عَلَى نَفْسي فَجِئْتُكَ أَسْأَلُكَ في كِتابَتي.
فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَهَلْ لَكِ إلى ما هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ". قالَتْ: وَما هُوَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ:"أُؤَدّي عَنْكِ كِتابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ". قالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ قالَتْ: فَتَسامَعَ -تَعْني النَّاسَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيةَ فَأَرْسَلُوا ما في أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْى فَأَعْتَقُوهُمْ وَقالُوا: أَصْهارُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَما رَأَيْنا امْرَأَهَ كانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِها مِنْها أُعْتِقَ في سَبَبِها مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَني المُصْطَلِقِ.
قالَ أَبُو داوُدَ: هذا حُجَّةٌ في أَنَّ الوَلي هُوَ يُزَوِّجُ نَفْسَهُ (١).
* * *
باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة
[٣٩٢٩](حدثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا الليث عن ابن شهاب) الزهري (عن عروة) بن الزبير.
(أن عائشة رضي اللَّه عنها أخبرته أن بريرة) وفي اسمها سؤال، وهو أنه ثبت في "الصحيح" أن جويرية زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان اسمها برة فغير النبي
(١) رواه أحمد ٦/ ٢٧٧، وابن سعد في "طبقاته" ٨/ ١١٦، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" ٢/ ٢١٦ (٧٢٥)، وأبو يعلى في "مسنده" ٨/ ٣٧٣ (٤٩٦٣)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٢١، وابن حبان في "صحيحه" (٤٠٥٤) و (٤٠٥٥)، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ ٦٠ (١٥٩)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٢٦، والبيهقي في "السنن" ٩/ ٧٤ - ٧٥.