للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-صلى اللَّه عليه وسلم- اسمها إلى جويرية (١). وكذلك غير أيضًا اسم برة بنت أبي سلمة (٢)، وبرة بنت جحش (٣)، فسمى كل واحدة منهما زينب.

وقال: "لا تزكوا أنفسكم، اللَّه أعلم بأهل البر منكم" (٤) ولم يغير عليه السلام اسم بريرة مع أنها على بنية من أبنية المبالغة، وهي فعيلة بخلاف برة، فكانت على هذا المعنى بالتغيير أولى، وجوابه أن يقال: هذا السؤال مغالطة، وقائله يخدع بها من ليس له اعتناء باللغة، فإن لفظ بريرة ليس مما نحن (٥) بصدده؛ لأنه اسم جامد في الأصل غير صفة، وهي واحدة البرير، والبرير ثمر الأراك، فليس من اللغة في شيء، فلذلك لم يغيره عليه السلام (٦).

(جاءت عائشة رضي اللَّه عنها تستعينها) أي: تستعين بها (في كتابتها) والكتابة هي: العقد المشهور بين العبد وسيده، فإما أن يكون مأخوذًا من كتابة الخط؛ لوجودها عند العقد، وإما من معنى الإلزام كما في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (٧) لإلزام كل واحد من السيد والعبد بما شرط من العتق والأداء اللذين تكاتبا عليه (ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا) ورواية الصحيحين عن عائشة:


(١) رواه مسلم (٢١٤٠) من حديث ابن عباس.
(٢) رواه مسلم (٢١٤٢).
(٣) رواه البخاري (٦١٩٢)، ومسلم (٢١٤١).
(٤) مسلم (٢١٤٢/ ١٩).
(٥) بعدها في (ح): فيه.
(٦) انظر: "فتح الباري" ٥/ ١٨٨.
(٧) النساء: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>