للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمسجد. قال: ويدل عليه رواية عمر (١).

وروى ابن جرير بسنده إلى قتادة: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا أن يمسحوه. ولقد تكلفت هذِه الأمة [شيئًا ما تكلفته الأمم] (٢) قبلها، ولقد ذكر لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيها، فما زالت هذِه الأمة يمسحونه حتى انمحى (٣). انتهى، وقد كان المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا، ومكانه اليوم معروف إلى جانب الباب مما يلي الحجر منه الداخل من الباب، وإنما أخره عن جدار الكعبة عمر بن الخطاب.

وقد روى البيهقي بسنده إلى عائشة أن المقام كان في زمن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وزمان أبي بكر ملتصقًا بالبيت ثم أخره عمر (٤).

قال ابن كثير في "تفسيره": وإسناده صحيح (٥). وظاهر الحديث أن قراءة: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. بعد فراغ الركعتين.

واستحب بعض العلماء أن تقرأ في كل طوفة إذا حاذى المقام، وقراءة الأكثر بكسر الخاء على الأمر أدل على قراءتها والصلاة خلفه من قراءة نافع وابن عامر بالفتح، ووجه قراءة الكسر أنه معطوف على {وَاذْكُرُوا} وعلى هذا فالمخاطب بالآية بنو إسرائيل، وقيل: هو معطوف على قوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ}. وهو من العطف


(١) "الوسيط في تفسير القرآن المجيد" ١/ ٢٠٥.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٣) "جامع البيان" ١/ ٥٣٧ (٢٠٠٢).
(٤) "دلائل النبوة" ٢/ ٦٣.
(٥) "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٦٥. وقال الحافظ في "الفتح" ٨/ ١٦٩: إسناده قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>