للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإعطاء الأعرابي الذي جذبه بردائه حتى أثرت حاشية الرداء في صفحة عنق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال له: أعطني من مال اللَّه الذي عندك (١).

وفيه إشارة للصوفية إذا أكلوا وغاب أحدهم أن يدخروا له من الفتوح الذي جاء في غيبته.

(قال: فنظر) إليه الأعرابي. وللصحيحين: فخرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعه قباء وهو يريه محاسنه، وهو يقول: "خبأت هذا لك، خبأت هذا لك" (٢) وترجم البخاري على هذا الحديث في الهبة: باب كيف يقبض العبد والمتاع (٣)، ووجه هذِه الترجمة أن القباء من الأمتعة، وهي تقبض بالنقل كالعبد وغيره من سائر المنقولات.

(زاد) يزيد (ابن موهب) بعد قوله (فنظر إليه: مخرمة ثم اتفقا) يعني: قتيبة ويزيد. (قال) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (رضى مخرمة) وللنسائى: فلبسه مخرمة (٤). بهذا القباء.

فيه: أن قرائن الأحوال تدل على ما في الباطن، فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ظهر له بقرينة نظره إليه أنه رضي به.

(قال قتيبة) بن سعيد (عن) عبد اللَّه (ابن أبي مليكة لم يسمه) يعني: مخرمة، كما في رواية ابن موهب.

* * *


(١) رواه البخاري (٣١٤٩)، (٥٨٠٩)، (٦٠٨٨)، ومسلم (١٠٥٧) من حديث أنس.
(٢) "صحيح البخاري" (٢٦٥٧)، "صحيح مسلم" (١٠٥٨) (١٣٠).
(٣) بعد حديث (٢٥٩٨).
(٤) "المجتبى" ٨/ ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>