للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شق من خلفه، وذكر هذا الحديث (١)، وحديث عقبة بن عامر: أُهدي لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه، ثم نزعه نزعًا شديدًا كالكاره له، ثم قال: "لا ينبغي هذا للمتقين" (٢).

(منها) أي: من الأقبية (فقال: خبأت) بتخفيف الباء الموحدة بعدها همزة، وهو حفظ الشيء خفية وتشديد الباء للتكثير والمبالغة، ومنه الحديث: "ابتغوا الرزق في خبايا الأرض" (٣) يعني: الزرع، لأنه إذا ألقى البذر في الأرض فقد خبأه فيها.

قال عروة بن الزبير: ازرع، فإن العرب كانت تتمثل بهذا البيت:

تتبع خبايا الأرض واطلب مليكها ... لعلك يومًا أن تجاب وترزقا (٤)

(هذا لك) أي: لأجلك. وفيه أن للإمام أن يدخر لمن غاب شيئًا يتألفه به، ويعطي للمؤلفة قلوبهم ومن يخاف على إيمانه إن لم يعط،


(١) "صحيح البخاري" (٥٨٠٠).
(٢) "صحيح البخاري" (٥٨٠١).
(٣) رواه أحمد في "فضائل الصحابة" ١/ ٣٨٣ - ٣٨٤ (٤٣١)، وأبو يعلى ٧/ ٣٤٧ (٤٣٨٤)، والطبراني في "الأوسط" ١/ ٢٧٤ (٨٩٥)، ٨/ ١٠١ (٨٠٩٧)، والقضاعي في "مسند الشهاب" ١/ ٤٠٤ (٦٩٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٢/ ٨٧ (١٢٣٣، ١٢٣٤)، وفي "الآداب" (٩٥٨) من حديث عائشة مرفوعًا بلفظ "اطلبوا" أو "التمسوا".
قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" ٣/ ٢٦٩: فيه هشام بن عبد اللَّه، ضعيف. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٢٤٨٩)، قال: منكر.
(٤) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣، "لسان العرب" ٢/ ١٠٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>