للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجوز إثبات واو الضمير؛ لأن المضارع المبدوء بالنون يجب استتار الضمير فيه كقوله (أن لن تدعو مع اللَّه أحدًا) (١) به (الحجارة) يعني: الحيطان المبنية بالأحجار (واللبن) بفتح اللام وكسر الموحدة، ويجوز كسر اللام مع سكون الباء، وهو ما يعمل من الطين ليبنى به، ورواية مسلم: "الحجارة والطين" (٢) ويفهم منه كراهية ستر الحيطان بالثياب المنقشة وغيرها؛ لأن ذلك من السرف وفضول زهرة الدنيا التي نهى اللَّه النبي أن يمد عينيه إليها نهي تنزيه لا تحريم، ومنه تنجيد البيوت بالثياب.

وكذلك جاء في الرواية الأخرى: "فإني كلما دخلت [فرأيته] (٣) ذكرت الدنيا" (٤)، وهذا الستر هو الذي كان يصلي إليه (٥) وتعرض له تصاويره في الصلاة، فلما تبين له مفسدته امتنع من دخول البيت حتى هتكه، وقد فعل سلمان الفارسي نحو هذا لما تزوج الكندية (٦) وجاء ليدخل بها فوجد حيطان البيت قد سترت، [فلم يدخل] (٧)، وقال


(١) كذا في (ل، م) ويقصد بها الشارح أنها آية، ويدلل بها على بدء استتار واو الضمير إذا كان الفعل مبدوءًا بالنون، وهو خطأ، فإنه لا توجد آية بهذا اللفظ، وإنما الآية: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: ١٨].
(٢) "صحيح مسلم" (٢١٠٧).
(٣) زيادة ليست في الأصول، وأثبتناها من "صحيح مسلم".
(٤) "صحيح مسلم" (٢١٠٧) (٨٨).
(٥) ساقطة من (ل، م).
(٦) في جميع النسخ: الهندية. والمثبت من مصادر التخريج.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>