للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (إن جبريل -عليه السلام- كان وعدني أن يلقاني الليلة) يقال من الصبح إلى الظهر: فعلت الليلة. ومن الظهر إلى الليل: فعلت البارحة.

(فلم يلقني) زاد مسلم والنسائي: "أما واللَّه ما أخلفني" قال: فظل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومه على ذلك (١). وفيه دليل على أن من وعد شخصًا أن يأتيه في مكان ثم حصل عذر منعه من الدخوله جاز له التخلف عنه، ولا يكون ذلك من علامات النفاق، كمن واعده أن يأتيه في مسجد فأجنب أو كانت امرأة فحاضت كان ذلك عذرًا في التخلف عن الوعد.

(ثم وقع في نفسه جرو) فيه حذف مضاف، أي: وجود جرو، أي: ولد (كلب) صغير (تحت بساط لنا) ولمسلم: تحت فسطاط لنا (٢). والفسطاط شبه الخباء، ويوضحه قوله في الحديث الآخر: تحت (٣) سرير عائشة (٤). (فأمر به) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فأخرج) من البيت.

قال النووي: الأظهر أن الحديث عام في كل كلب وكل صورة، حتى إن الملائكة تمتنع من كل كلب؛ لإطلاق الحديث؛ لأن هذا الجرو كان فيه عذر ظاهر؛ لأنه لم يعلم به، ومع هذا امتنع جبريل من الدخول، وعلل بالجرو، فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم لم يمتنع جبريل (٥).

(ثم أخذ بيده ماءً فنضح به مكانه) أي: رشه بالماء ولم يغسله؛ لأن


(١) السابق.
(٢) "صحيح مسلم" (٢١٠٥).
(٣) في (ل، م): رواية.
(٤) رواه أحمد ٦/ ١٤٢ - ١٤٣ من حديث عائشة مرفوعًا.
(٥) "شرح مسلم" ١٤/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>