للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلب (١). وقال عيسى -عليه السلام-: جودة الثياب خيلاء القلب (٢). وقال طاوس: إني لأغسل ثوبي هذين، فأنكر قلبي ما داما نقيين (٣).

وإنما كان البذاذة من الإيمان؛ لأنه يؤدي إلى كسر النفس والتواضع، ولكن ليس ذلك عند كل أحد؛ بل يورث عند بعض الناس كما أن الثياب النفيسة توجب الكبر عند بعض الناس، وعلى هذا فالمحبوب الوسط من اللباس. ولهذا جاء في رواية النسائي وابن ماجه عن عمرو بن شعيب (٤): "كلوا واشربوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة" (٥) وتقدم رواية الترمذي: "إن اللَّه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" (٦)، (إن البذاذة من الإيمان) وفي بعض النسخ تكرار ذلك ثلاث مرات.

والتَّفَحُل، بالفاء والحاء المهملة، هو: التبذل دون تزين، ومنه حديث عمر لما قدم الشَّام. تفحل له أمراء الشَّام. مأخوذ من الفحل ضد الأنثى؛ لأن التزين للإناث.

(قال) المصنف: البذاذة (يعني: التَّقَحُّل) بفتح التاء والقاف والحاء المهملة المشددة، وهو: يبس الجلد لسوء الحال، وقد قحل الرجل


(١) رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (٩٢٣) وهناد في "الزهد" (٧٠٥)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (٣٩٤)، وفي "التواضع والخمول" (١٣٣).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (١٤٥).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (١٤٦).
(٤) أي عن أبيه عن جده وهو عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
(٥) "سنن النسائي" (٢٥٥٩)، "سنن ابن ماجه" (٣٦٠٥).
(٦) "سنن الترمذي" (٢٨١٩) وقال: حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>