للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا تسمعون؟ ! ) في هذا الكلام أنواع من التأكيدات أحدها: أنه أتى بـ (ألا) الدالة على العرض والتحضيض على الاستماع، كقوله تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}، والثاني: التأكيد بتكرير الكلمة. والثالث: التصريح بالإصغاء بالإسماع سماع فهم وانتفاع، مع أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- عالم بأنهم يسمعون لما يقوله، ويبادرون إلى امتثاله، لكن ليكون أبلغ في الموعظة، والرابع: الإتيان بلفظ (إنَّ) التي للتأكيد، وهي عوض عن إعادة الكلام مرتين.

(البذاذة) بفتح الباء (١) الموحَّدة، والذالين المعجمتين المخففتين، وهي رثاثة الهيئة والتواضع في اللباس، [يقال: فلان بَذُّ الهيئة، وباذ الهيئة. أي: رث اللبسة، أراد التواضع في] (٢) اللباس وترك التبجح به، قال هارون الرشيد: سألت معنًا عن البذاذة، فقال: هو الدون من اللباس.

وقد جعله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (من) كمال (الإيمان) الراسخ في القلب؛ ولهذا قال زيد بن وهب: رأيت عمر بن الخطاب خرج إلى السوق وبيده الدرة، وعليه إزار فيه أربع عشرة (٣) رقعة، بعضها من أدم (٤)، يعني: من جلد. وعوتب علي -رضي اللَّه عنه- في إزار مرقوع، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له


(١) ساقطة من (ح).
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٣) في جميع النسخ: أربعة عشر. والجادة ما أثبتناه.
(٤) رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" ٣/ ١٧٨ (١٣٦٣)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (٣٨٢)، وفي "التواضع والخمول" (١٣٠)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (٥٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>