للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العين، الحنفي البصري، وثقه ابن معين وغيره (١) (حدثني غنيم) بضم الغين المعجمة وفتح النون، مصغر (ابن قيس) المازني، قدم على عمر ابن الخطاب، أخرج له مسلم.

(عن أبي موسى) عبد اللَّه بن قيس (الأشعري -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إذا استعطرت) أي: استعملت (المرأة) العطر، وهو الطيب الذي يظهر ريحه كما يظهر عطر الرجال (فمرت على القوم) (٢) أي: بمجلس القوم، فإن لفظ الترمذي: "فمرت بالمجلس" (٣) (ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا) بيَّنه النسائي، ولفظه: "فهي زانية" (٤). زاد ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما: "وكل عين زانية" (٥).

وسماها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- زانية مجازًا؛ لأنها لما تعطرت بالروائح الطيبة الداعية إلى قلوب الرجال للفاحشة بها، وظهرت في الطرق، واجتازت بمجامع الرجال الذين (٦) فيهم من في قلبه الميل إلى النساء، وشهوته غالبة له، فيكون ذلك سببًا لتعرضه لها وطمعه في الفاحشة بها، لا سيما إن كان مع الرائحة الطيبة إظهار زينة ثيابها، وبعض أطرافها الذي يفتتن الرجال بها، فكل هذِه أسباب داعية إلى الزنا وقائمة مقامه، وقد نهى اللَّه تعالى أمهات المؤمنين أن يخضعن بالقول


(١) انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" ٤/ ٣٦٦.
(٢) في حاشية (ح) وصلب (ل)، (م): نسخة: بالقوم.
(٣) "سنن الترمذي" (٢٧٨٦).
(٤) "المجتبى" ٨/ ١٥٣.
(٥) "صحيح ابن خزيمة" (١٦٨١)، و"صحيح ابن حبان" (٤٤٢٤).
(٦) في جميع النسخ: الذي. ولعل المثبت هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>