رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهما يبكيان) من أجل تفكيك القلبين عنهما (فأخذه منهما) رقة ورأفة (و) دفعه إلى ثوبان مولاه (قال: يا ثوبان، اذهب بهذا) يعني: الذي أخذه من الحسن والحسين (إلى آل فلان أهل) بالجر على البدل، أي: اذهب إلى (بيت بالمدينة) شرفها اللَّه تعالى، ثم ذكر علة أخذه وإرساله. (إن هؤلاء أهل) منصوب على الاختصاص (بيتي أكره أن يأكلوا) وذكر هذا الحديث الثعلبي، وفيه بعض ألفاظ توضح الحديث، ولفظه: كان أول من يدخل عليه فاطمة، فلما قدم من غزوة فأتاها، فإذا بمسح على بابها، ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة، فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى؛ فهتكت الستر ونزعت القلبين عن الصبيين، فقطعتهما، فبكى الصبيان، فقسمتهما بينهما نصفين، فانطلقا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . الحديث (١).
ولما وبخ اللَّه الكفار على تمتعهم في الدنيا باللذات في المآكل والمشارب والملابس وذمهم على ذلك آثر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه وأهل بيته وأولاده اجتناب نعيم العيش ولذته والتزين بشيء منها، وآثروا التقشف والزهد في الدنيا، وتركوا (طيباتهم في حياتهم الدنيا) امتثالًا لأمر اللَّه تعالى، ورجاء أن يكون ثوابهم في الآخرة كاملًا لم ينتقص بشيء من طيبات الدنيا.
(ثم قال) لمولاه: (يا ثوبان، اشتر لفاطمة رضي اللَّه عنها قلادة من عصب) قال الخطابي: إن لم يكن الثياب اليمانية فلا أدري ما هو،