للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كالشهر؟ " قال: ذاك من استلذاذ العيش (١).

قال الخطابي: يريد -واللَّه أعلم- زمان خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض بما يبسطه من العدل فيها، كما سيأتي، فيستلذ العيش عند ذلك، وتستقصر مدته، ولا يزال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت وامتدت وشمتطيلون أيام المكروه وإن قصرت وقلت.

(وينقه) بفتح أوله (العلم) أي: يقل. وفي رواية للبخاري: "يرفع فيها العلم" (٢) ورفع العلم وقلته ترك العمل به، كما قال عبد اللَّه بن مسعود: ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف ولكن إقامة حدوده. ذكره ابن المبارك (٣)، وخرج الترمذي عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا، فقال: "ذلك عند أول ذهاب العلم" قلت: يا رسول اللَّه، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا؟ قال: "ثكلتك أمك، أوليس هؤلاء اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء منها" (٤). وفي رواية له: "إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعًا" (٥) وفي مسند زياد بن لجيد


(١) ذكره البغوي في "شرح السنة" ١٥/ ٢٨.
(٢) البخاري (٧٠٦٢ - ٧٠٦٤) من حديث ابن مسعود وأبي موسى. ورواه مسلم (٢٦٧٢).
(٣) "الزهد" ٢/ ٥٧.
(٤) بل رواه ابن ماجه (٤٠٤٨). قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ٤/ ١٩٣ - ١٩٤: ليس لزياد عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس له رواية في شيء من الخمسة الأصول ورجال إسناده ثقات: لا أنه منقطع. قلت: وهو بنحوه في "سنن الترمذي" (٢٦٥٣) من حديث أبي الدرداء، وفيه ذكر زياد بن لبيد.
(٥) "سنن الترمذي" (٢٦٥٣) من حديث أبي الدرداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>