للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بإسناد صحيح على ما ذكره ابن ماجه (١)، وهو يبين أن المقصود برفع العلم العمل به.

وروى الطبراني: "تعلموا الفرائض" وعلموه الناس فإنه أول شيء ينزع من أمتي" (٢) ولا يعارض هذا ما تقدم؛ فإن الخشوع من علم القلوب، والفرائض من علم الظاهر، فافترقا (وتظهر الفتن) وفي البخاري: "لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة" (٣) يريد فتنة معاوية وعلي رضي اللَّه عنهما بصفين، قال أبو بكر ابن العربي: وهذا أول خطب طرق الإسلام.

(ويلقى الشح) والبخل في قلوب الناس عن إخراج ما وجب عليهم من الحقوق، فإن قيل: الحرص والبخل ثابت في القلوب في جميع الأوقات؟ قلت: المراد غلبته وكثرته بحيث يراه جميع الناس، ومعنى (يلقى) يتلقى ويتعلم ويتراضى به، كقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (٤) (ويكثر الهرج) والهرج بلسان الحبشة القتل.

(قيل: يا رسول اللَّه، أيه) هي (أي) الاستفهامية، اتصلت بها هاء السكت، ويحتمل أن يكون الأصل (أيها) ثم حذفت الألف كما حذفت الألف في: (أيما) في رواية البخاري، فإن روايته: قالوا: يا


(١) "سنن ابن ماجه" (٤٠٤٨).
(٢) "المعجم الأوسط" ٥/ ٢٧٢ (٥٢٩٣) من حديث أبي هريرة. ورواه أيضًا ابن ماجه (٢٧١٩)، والحاكم ٤/ ٣٣٢. وضعفه الألباني في "الإرواء" (١٦٦٥).
(٣) البخاري (٣٦٥٨، ٦٩٣٥) من حديث أبي هريرة. وهو أيضًا عند مسلم (١٥٧).
(٤) البقرة: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>