للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والسلطنة ويذللها له؛ ليتمكن من بسط العدل، ومنه الحديث: "ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة؟ الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون" (١) وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل، وفراش وطيء: لا يؤذي جثب النائم. أراد الذين جوانبهم وطئة يتمكن فيها من نصاحتهم ولا يتأذى، فإذا كان السلطان بهذِه المثابة كثر أتباعه وقويت مملكته.

وفي حديث عمار أن رجلًا وشى به إلى عمر فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب (٢). أي: كثير الأتباع. دعا عليه بأن يكون سلطانًا أو مقدمًا تكثر أتباعه ويمشون عقبه في المشي. وفي بعض النسخ: الموطن. آخره نون بدل الهمزة، وفسره بعضهم بأن التوطين جعل الوطن للشخص، ويستعمل في معنى تهيئة الأسباب له.


(١) رواه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٦/ ٢٧٠ (٨١١٨)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" ٢/ ٨٧ (١٢١٣). وضعف الحافظ العراقي في "المغني" ١/ ٤٦٤ (١٧٥٩) إسناده. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري. رواه الطبراني في "الأوسط" ٤/ ٣٥٦ (٤٤٢٢)، وفي "الصغير" ١/ ٣٦٢ (٦٠٥)، والبيهقي في "الشعب" ٦/ ٢٣٢ - ٢٣٣ (٧٩٨٤). وصححه الألباني في "الصحيحة" (٧٥١)، وحسنه في "صحيح الجامع" (١٢٣١). وأبي هريرة: رواه الطبراني في "الأوسط" ٧/ ٣٥٠ (٧٦٩٧)، وفي "الصغير" ٢/ ٨٩ (٨٣٥)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٢٤٢ (٢٤٤١). وضعفه الحافظ العراقي في "المغني" ١/ ٤٦٨ (١٧٧٤).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٣/ ٢٥٦، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٥/ ٢٥٦ (٢٥٨٠٦)، وأبو داود في "الزهد" (٢٦٥)، والطبري في "تهذيب الآثار" ١/ ٢٩٨ (٥٠٣)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ١/ ١٤٢، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٤٤٨ - ٤٤٩. وفيه: (موطأ العقبين).

<<  <  ج: ص:  >  >>