للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأنس: "البصرة إحدى المؤتفكات فانزل في ضواحيها" (١) (فإنه يكون بها) الباء بمعنى (في) أي: يكون فيها. أي: بنفس مدينة البصرة دون ضواحيها (خسف) الخسف هاهنا هو الذهاب في الأرض كما قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} (٢) ويحتمل أن يراد بالبصرة بغداد كما تقدم، وسماها البصرة؛ لأن في بغداد موضعًا (٣) يقال له: باب البصرة، فسمى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بغداد باسم بعضها، ويدل على ذلك ما ذكره أرطاة بن المنذر كما حكاه القرطبي، قال رجل لابن عباس وعنده حذيفة بن اليمان: أخبرني عن تفسير قوله تعالى: {حم (١) عسق (٢)} فأعرض عنه حتى أعاد عليه ثلاثًا، فقال: يا (٤) حذيفة، أنا أنبئك بها، نزلت في رجل من أهل بيته يقال له: عبد الإله، أو عبد اللَّه، ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا، فإذا أراد اللَّه زوال ملكهم وانقطاع دولتهم بعث على إحداهما نارًا ليلًا، فتصبح سوداء مظلمة، ثم يخسف اللَّه بها وبهم (٥).

قيل: هذا الخسف يكون للمكذبين؛ لما روي في الحديث: "يكون في أمتي خسف ومسخ" وذلك في المكذبين بالقدر، ولم يقع بعد،


(١) ذكره الزمخشري في "الفائق" ٣/ ٣٨٧، وابن الجوزي في "غريب الحديث" ٢/ ٣٧٢، وابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" ١/ ٥٦، ٣/ ٧٨، ٤/ ٣٥٩.
(٢) القصص: ٨١.
(٣) في (ل)، (م): موضع. والمثبت هو الصواب.
(٤) هكذا في (ل، م)، والصواب حذفها.
(٥) "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ١٦، "التذكرة" ص ١١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>