للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عند رواق البيت يغشى الدُّخا (١)

وحكى هذِه اللغة في "الصحاح" (٢)، قال القرطبي: ووجدته في كتاب للشيخ: الدخ ساكن الخاء مصححًا عليه، أعني: الذي جاء في الحديث قال: وكأنه على الوقف. قال: وأما الذي في الشعر وهو مشدد الخاء، وكذلك قراءته في الحديث فيما أعلم. وقيل: الدخ نبت موجود بين النخيل والبساتين خبأه له (٣).

(فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اخسأ) بهمزة آخره، زجر للكلب ولمن يذل ويهان (فلن تعدو) بفتح الواو (قدرك) أي: لن تجاوز حالة الكهان الكذابين فيما جرى على لسانك من إلقاء الشيطان إليه فلا يليق بك إلا ذلك. وقيل: المراد أنك لن تسبق قدر اللَّه فيك وفي أمرك.

(فقال عمر: يا رسول اللَّه، إيذن) بياء ساكنة بعد (٤) الهمزة يجب إبدالها من الهمزة (لي فأضرب) مضارع منصوب بأن المحذوفة لأنه جواب الأمر جاء بعد الفاء فنصب، وإن حذفت الفاء فالجزم لا غير، كرواية مسلم: دعني أضرب عنقه (٥). فيه استئذان الإمام في إقامة الحد وأن الحد يكون بضرب العنق.

(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن يكن) هو (فلن تسلط عليه. يعنى: الدجال)


(١) هو عجز بيت لأعرابية تصف زوجها، وكان قد كبر، وصدره:
وكانَ أَكلًا قاعِدًا وشخا
ويروى: (دائما) بدلا من (قاعدا).
انظر: "البرصان والعميان" للجاحظ ص ٣٣٣، "إعراب القرآن وبيانه" ٥/ ٣٥٧.
(٢) "الصحاح" ١/ ٤٤٢.
(٣) "المفهم" ٧/ ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٤) في (ل، م): قبل.
(٥) رواه البخاري (١٣٥٤)، ومسلم (٢٩٢٤/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>