للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا يدل على أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يصح له شيء من أمر كونه هو الدجال أم لا، وليس هذا نقصًا في حق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه لم يكن يعلم إلا ما علمه اللَّه، وهذا مما لم يعلمه اللَّه له ولا هو مما يرهق إلى علمه حاجة لا شرعية ولا عادية ولا مصلحة، ولعل اللَّه تعالى قد علم في إخفائه مصلحة فأخفاه، والذي يجب الإيمان به أنه لا بد من خروج الدجال، ويدعي الإلهية، وأنه كذاب أعور كما في الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي حصل بها العلم القطعي (وإن لا يكن) لفظ مسلم: "وإن لم يكنه" (١) (فلا خير) لك (في قتله) لأنه صبي. وقيل: لأنه كان لقومه عهد من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما عاهد يهود المدينة أو لأنه من حلفاء بني النجار.

[٤٣٣٠] (ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن) القاري المدني، أخرج له الشيخان.

(عن موسى بن عقبة، عن نافع قال: كان) عبد اللَّه (بن عمر رضي اللَّه عنهما يقول: واللَّه، ما أشك في أن المسيح الدجال) هو (ابن صياد) قال البيهقي في كتاب "البعث والنشور": اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافًا كثيرًا: هو الدجال أم لا ومن ذهب إلى أنه غيره احتج بحديث تميم الداري في قصة الجساسة، ويجوز أن توافق صفة ابن صياد صفة الدجال كما ثبت في الصحيحين: إن أشبه الناس بالدجال عبد العزى ابن قطن (٢). وليس هو هو، وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى اللَّه بها عباده.


(١) رواه البخاري (١٤٥٣، ٣٠٥٥)، ومسلم (٢٩٣٠).
(٢) البخاري (٣٤٤٠، ٣٤٤١، ٧٠٢٦، ٧١٢٨)، مسلم (١٦٩) من حديث ابن عمر.
ورواه مسلم (٢٩٣٧) من حديث النواس بن سمعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>