للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العالم (يلقى أخاه) على معصية (فيقول: يا هذا، اتق اللَّه تعالى) لفظ ابن ماجه: "كان الرجل يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه" (١) (ودع ما تصنع) من المعصية (فإنه لا يحل لك) ما تصنعه (ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك) الذي رأى منه (أن يكون أكيله وشريبه وقعيده) لفظ ابن ماجه: "وخليطه" (٢) الذي يصاحبك في الأكل والشرب والقعود والمخالطة فهو فعيل بمعنى مفاعل. ولفظ الترمذي: "فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم" (٣).

(فلما فعلوا ذلك ضرب اللَّه قلوب بعضهم ببعض) أي: سود اللَّه قلوب من لم يعص بشؤم من عصى، فصارت قلوب الجميع قاسية سوداء مدلهمة بعيدة عن قبول الخير والرحمة بسبب معصية من عصى، وامتناع من لم يعص عن مخالطة من عصى ومصاحبته.

وفي الحديث دليل على النهي عن مخالطة المجرمين في الأكل والشرب والقعود والنوم والحديث، ونحو ذلك، والأمر بتركهم وهجرهم، ويدل على ذلك قوله تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} (٤) وأكد ذلك بقوله تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} (٥) قال حذاق أهل العلم:


(١) "سنن ابن ماجه" (٤٠٠٦).
(٢) السابق.
(٣) "سنن الترمذي" (٣٠٤٧).
(٤) المائدة: ٧٩.
(٥) المائدة: ٨٠، وفي (ل، م): لبئس ما كانوا يفعلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>