للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الحسن، عن قيس بن عباد) بضم المهملة، وتخفيف الموحدة، -رضي اللَّه عنه- (قال: انطلقت أنا والأشتر) النخعي، من أمراء علي -رضي اللَّه عنه- (إلى علي) بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- (فقلنا) له (هل عهد إليك) أي: أوصاك (نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئا لم يعهده) قال اللَّه تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} (١) (إلى الناس عامة؟ ) العامة خلاف الخاصة (قال: لا، إلا ما في كتابي هذا. قال مسدد) في روايته (فأخرج كتابًا [وقال أحمد: كتابًا] (٢) من قراب) بكسر القاف (سيفه) أي: وهو وعاء من جلد يدخل فيه السيف بغمده، وقيل: هو غمده الذي يوضع فيه.

والظاهر أن سبب اقتران الكتاب بالسيف الإشعار بأن مصالح الدين ليست بالسيف وحده، بل بالقتل بالسيف تارة وبالدية تارة وبالعفو أخرى (فإذا فيه: المؤمنون تتكافأ) بهمز آخره، أي: تتساوى (دماؤهم) في القصاص والديات، الشريف والمشروف، فيقتل السلطان بسائس الدواب وآحاد الرعية، والكفؤ المثل، قال اللَّه تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} (٣).

(وهم يد) أي: يد واحدة (على من سواهم) أي: أنهم مجتمعون يدًا واحدة على غيرهم من أرباب الملل والأديان، فلا يسع أحدا منهم أن يتقاعد عن نصرة أخيه المسلم، بل يكونوا كعضو واحد إذا اشتكى بعضه تداعى له سائر الجسد (ويسعى بذمتهم) أي (٤): بأمانهم


(١) يس: ٦٠.
(٢) من المطبوع.
(٣) الإخلاص: ٤.
(٤) ساقطة من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>