للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دية جنينها غرة أو وليدة (١) (فقال أحد الرجلين) هو حمل بن مالك كما سيأتي إن شاء اللَّه (كيف ندي) بفتح النون وكسر الدال، أي: نعطي دية (من لا صاح) والرواية الآتية: من لا استهل (٢). ومعناهما: رفع الصوت عند السقوط ببكاء ونحوه (ولا أكل، ولا شرب ولا أستهل) أي: رفع صوته، فمثل هذا يطل.

(فقال: أسَجع) بفتح السين المهملة وسكون الجيم (كسجع الأعراب؟ ! ) والسجع الكلام المقفى، والجمع: أسجاع وأساجيع. قال العلماء: إنما ذم سجعه لوجهين: أحدهما: أنه عارض به حكم الشرع ورام إبطاله.

والثاني: أنه تكلفه في مخاطبته، وهذان الوجهان من السجع مذمومان، وأما السجع الذي كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوله في بعض الأوقات، وهو مشهور في الحديث، فليس من هذا؛ لأنه لا يعارض به حكم الشرع، ولا تكلفه، فلا نهي فيه، بل هو حسن، ويدل على هذا قوله: "كسجع الأعراب" وأشار إلى أنَّ بعض السجع هو المذموم ([وقضى فيه] (٣) غرة) (٤) بالنصب: مفعول (قضى) لأنه بمعنى أوجب، وغرة المال خياره.

قال ابن فارس: غرة كل شيء أكرمه وأنفسه (٥). وأطلقت هاهنا على


(١) يأتي قريبًا برقم (٤٥٧٦).
(٢) (٤٥٧٦).
(٣) من "السنن".
(٤) كذا قال، وفي المطبوع: بغرة.
(٥) "مجمل اللغة" ١/ ٦٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>