للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسرائيلية من سبط هارون بن عمران -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال ابن عبد البر: روينا أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت له: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود. فبعث إليها عمر فسألها، فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني اللَّه عنه يوم الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحمًا وأنا أصلها (١).

وروي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل على صفية وهي تبكي، فقال لها: "ما يبكيكي؟ " قالت: بلغني أن عائشة وحفصة (٢) ينالان مني ويقولان: نحن خير من صفية، نحن بنات عم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأزواجه. فقال: "ألا قلت لهن: كيف تكن خيرًا مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٣).

(فغضب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) على زينب بنت جحش لقولها في صفية بنت حيي: "تلك اليهودية" (فهجرها) لذلك، والظاهر أن هذا الهجر هو الإعراض عن فراشها يشق أمره على الزوجة التي تحت زوجها، فيكون ذلك سببًا لعودها إلى الصلاح (ذا الحجة) بكسر الحاء (والمحرم) شهران كاملان (وبعض) شهر (صفر) وفي هذا الحديث رد لما حكاه القرطبي عن العلماء أن غاية هجر الزوجة شهرا، واستدل


(١) "الاستيعاب" ٤/ ٤٢٧.
(٢) في (ل)، (م): صفية. والصواب ما أثبتناه.
(٣) رواه الترمذي (٣٨٩٢)، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ ٧٥ (١٩٦)، وفي "الأوسط" ٨/ ٢٣٦ (٨٥٠٣)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٢٩.
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذاك. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٤٩٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>